شهادة حية من رحم الإعاقة السمعية

«حتى المناسبات السارة” تجعل المصابين بالصمم ينسحبون منها و ينغلقون على أنفسهم”

فهم دائمًا في حالة تأهب، وبالتالي يكونون متوترين”

“فقدان السمع، يفقد الشخص استقلاليته وخصوصيته”

يقول أحد المصابين بالصمم :

 «عندما وجدت نفسي محرومًا من التواصل مع أحب الأشخاص إلى قلبي – زوجتي، أطفالي وأصدقائي – لم أكن قادرًا على مشاركة التفاصيل الدقيقة للغة ولا كل ما يقال جانبًا، لقد مررت بمعاناة كبيرة، يومية ودائمة، علاوة على ذلك، كان من الصعب جدًا مشاركتها مع من هم حولي». «كنت أتظاهر بالحصول عليها – لكن ذلك لم يحصل على الإطلاق ».

تلك كانت كلمات و شهادات حية أدلى بها أحد المصابين بالصمم، كل ذلك كان له التأثير على نوعية الحياة، السعادة و روعة الحياة، فهو شعور يصعب فهمه و تقييمه،  مثلما أن له انعكاسا على عدة عوامل حياتية أهمها :

“الصحة النفسية” فمن المؤكد أن الصمم له  تأثير على العناصر و العوامل التي تتشكل بها حالاتنا العاطفية، الذاكرة، التركيز… و تنتج عنه أيضا سلوكيات سلبية : أهمها الإعياء، القلق، و الميول إلى حالات الإكتئاب.

و عليه، فقدان السمع يؤثر على كل مناحي الحياة، فلا محادثة تسمع، و لا قدرة على تبادل أطراف الحديث والتواصل مع الغير، ولا متعة حتى في الإستماع لأصوات الأطفال وهم يغنون ويمرحون حولهم.

depression

كما أنه في كثير من الأحيان يصل الحد بفاقدي السمع إلى “الخوف من عدم الوجود أو التواجد”.

«حتى المناسبات السارة» تجعل الصم ينسحبون منها و ينغلقون على أنفسهم، وهذا ما يولد لديهم حالات الإكتئاب، إلى أن يصل بهم الحد إلى الإستسلام وعدم العودة لمثل هذه اللقاءات العائلية السعيدة والمليئة بصراخ الأطفال والنكات التي لا يفهمونها.

من ناحية أخرى قد لا تتأثر الصحة البدنية بفقدان السمع، ومع ذلك، فإن الآثار النفسية لهذه الأخيرة لها تأثير مباشر على الجسم. إذ أن نقص أو فقدان السمع هو في الواقع عامل إجهاد : لوظيفة التنبيه (التي تسمح لك بإدراك وجود شخص ما خلف ظهرك أو لمعرفة أن سيارة تقترب منك) فأنت دائمًا في حالة تأهب، وبالتالي تكون متوترًا، مما يؤدي إلى تأثر وتغيير القدرات الوظيفية، يكون نتيجتها التعب، فقدان الحيوية، و اضطرابات النوم…

كما تتأثر العلاقات والأنشطة الاجتماعية التي يكون محورها العائلة، الأصدقاء والهوايات … بصورة طبيعية بشكل مباشر بفقدان السمع، فيفقد الشخص استقلاليته وخصوصيته، فقد يحتاج إلى «مترجم» للمساعدة، و هذه التبعية الجديدة يمكنها أن تعطل علاقات أخرى.

الحياة الزوجية … و الصمم

يختم المصاب بالصمم حديثه بالقول أن :

« الحياة الزوجية والحياة الأسرية للمعاق سمعيا بشكل عام في اختبار مستمر. هل يجب الاحتفاظ بجهاز السمع قبل النوم؟ و إن تم الإحتفاظ به فإن قربه من الوسادة يجعلها تصدر صفيرا.

أما إذا تم إزالة جهاز السمع، فلا إمكانية من الإستماع والإستمتاع بالكلمات الرومانسية الحلوة و المنتظرة ! ما قد يقلب المكان داخل الأسرة رأسًا على عقب.

أما اصطحاب الشخص المسن إلى عيادة الطبيب على سبيل المثال، فإن الإبن هو الذي يتحدث بدلا عن أبيه وينقل كل تفاصيل حالة والده المرضية و الحياتية.”

 

Exit mobile version