لغة الإشارة تطلق على وسيلة التواصل غير الصوتية ، حيث يستخدمها الأشخاص الذين يُعانونَ من الصَّمَم، أو الأشخاص الذينَ يختلفونَ في اللغات التي يتحدَّثونَ بها، وهيَ طريقةٌ للتواصل بين الناس عندما يكون التواصل الشفهيّ غير مُمكن، ولغة الإشارة يستخدمها ذوي الاحتياجات الخاصة ( الصم و البكم ), الغواصين, القوات العسكرية والشرطة و حتى بين افراد العصابات.
ويتمّ التواصل باستخدام لغة الإشارة عن طريق حركاتٍ جسديّة، أو حركاتٍ مُحدَّدة للأيدي، والأذرع، وتعابير الوجه، كما يمكن استخدام تركيبة من الحركات المُحدَّدة التي تُعبّر عن حروف الأبجديّة، علماً بأنّ لغة الإشارة تختلف من دولة إلى أخرى؛ فهناك لغة الإشارة الأمريكيّة ، ولغة الإشارة اليابانيّة ، وغيرها من لغات الإشارة العالَميّة.
متى بدأت لغة الإشارة ؟
يرجع تاريخ نشأة لغة الإشارة إلى ظهور الصمم في العالم ويعود ذلك الى القرن 17، عندما أوجدَ بعض المُتخصِّصين في رعاية الأشخاص الصم البكم إشاراتٍ بسيطة؛ للتواصل مع الأطفال، ولإعطائهم المقدرة على التواصل مع الآخرين، حيث كانت هذه اللغة التعليميّة تُعطى للأطفال الذين يعانونَ من الصَّمَم في العائلات الثريّة، وكانَ الراهب الإسبانيّ “بيدرو دي بونسى” أوّل من بدأ بتعليم الأطفال الأثرياء لغة الإشارة عام 1555م، كما كُتِبَ أوّل كتاب لتعليم لغة الإشارة عام 1620م على يد الراهب الإسبانيّ “خوان بابلو بونيه”، وفي العامِ 1755م أنشأَ آبي أولَ مدرسةٍ عامةٍ للأطفالِ الصمِّ في باريسَ, استندتْ دروسُه على ملاحظاتِه للصمِّ وهمْ يؤشرونَ بأيديهمْ في شوارعِ باريسَ, معَ القواعدَ الفرنسيةِ، حتى تطورتْ لتصبحَ لغةَ إشارةٍ فرنسيةٍ. توجهَ (لورانت كليرك – خريج ومدرس سابق في باريس) برفقةِ (توماس هوبكنز قالودينت) للولاياتِ المتحدةِ لإنشاءِ مدرسةٍ أمريكيةٍ للصمِّ في مدينةِ هاردفوردٍ. وقدْ أُنشأتِ المدرسةُ الثامنةَ عشرةَ للصمِّ في هاردفوردٍ في ولايةِ كونيتيكتِ، وتلتها مدارسُ أخرى. وفي 1817م أنشأَ ايضًا كليرك وقالودينت مقرًا تعليميًّا أمريكيًّا للصمِّ والبكمِ، تلكَ التي يطلقُ عليها حاليًا المدرسةُ الأمريكيةُ للصمِّ. ثمَّ في عامِ 1864م تأسستْ كليةٌ للصمِّ في مدينةِ واشنطن. وتمتْ الموافقةُ عليها فعليًا, وتمكينها منْ قِبلِ الرئيسِ (ابراهام لينكون) فأطلقَ عليها: (كليةُ الصمِّ و البكمِ الوطنيةِ)، وغيِّرَ مسماها في 1894م إلى (كليةِ قالودينت)، ومن ثم (جامعة قالودينت) في العامِ 1986م.
أهمية لغة الإشارة للصم والبكم
- تساعد على التعبير على الحاجات المختلفة للصم والبكم.
- تعمل على النمو الذهني والشفوي والإشار لأصحاب القدرات الخاصة من الصم والبكم.
- تعمل على التواصل بين الصم والبكم والناس وتنقل المشاعر المتبادلة بينهم.
- تساعد على الحد من الضغوط الداخلية والنفسية التي تصيب من يعانون من عدم الكلام والسمع.
- تساعد على التخلص من الإصابة بالخوف والاكتئاب والإحباط لدى الصم والبكم.
- تعمل على تطور العلاقات الاجتماعية والمعرفية والثقافية للأفراد.
طرق تعليم لغة الإشارة
- الإشارات اليدوية:
وتتمثل في تحريك اليد وتعلم كيفية اللغة المنطوقة، بهدف الوصول للقدرة علي التعبير عن مخارج الحروف من خلال وضع اليدين على الفم أو الحنجرة أو الصدر أو الأنف - التعليم الشفوي:
من خلال الاتصال الشفوي فقط دون استخدام لغة الإشارة أو الكتابة. - التلميحات:
من خلال استخدام حركات اليدين مع استخدام لغة الشفاه، وتعتبر هذه الوسيلة من التعليم للصم والبكم من الوسائل التي تساعد على تقوية اللغة المنطوقة لديهم. - التهجئة بالأصابع:
تعتبر من وسائل الاتصال التي تعتمد على الحروف الأبجدية وتمثيلها بطرق مختلفة، من خلال استخدام الأصابع التي تمثل كل حركة منها حرفا من حروف الأبجدية، وتستخدم لتوضيح الكلمات والمعاني المختلفة والأسماء. - اللفظ المنغم:
من خلال تداخل جميع حركات الجسم ومنها الإيماءات المختلفة والملامح التي تظهر على الوجه ونبرة الصوت والإشارات المختلفة، والتي تعبر عن جمل طويلة يستطيع من هم من الصم والبكم استغلالها في التحدث مع الآخرين. - الاتصال الكلي:
ويستخدم في هذا الاتصال جميع الوسائل والأنظمة المختلفة التي تساعد على الاتصال والتخاطب سواء الأدوات اليدوية أو الشفهيه أو السمعية أو حركات الأيدي والأصابع
وسائل وطرق تعلُّم لغة الإشارة
المواقع الإلكترونيّة:
حيث تحتوي العديد من المواقع والتطبيقات عبر شبكة الإنترنت التي تساعد علي تعلم لغة الاشارة من خلال الشرح لمعاني هذه الإشارات عن طريق الصور والفيديوهات
تطبيقات الهاتف المحمول:
إذ صُمِّمت بعض التطبيقات التي يمكن تحميلها على الهواتف المحمولة؛ لتعليم لغة الإشارة، حيث تُقدِّم مقاطع فيديو،
أو قواميس، أو إرشادات؛ لتعلُّم اللغة بشكلٍ مجّاني، أو مقابل مبلغ مُعيَّن من المال.
تطبيق الترجمان:
وهو تطبيق لترجمة الجمل المكتوبة والمنطوقة إلي لغة إشارة بواسطة شخصيات ثلاثية الأبعاد، ويوفر أكثر من 4000 كلمه،
و إشارة مع زيادة هذه الإشارات بشكل دوري
القواميس:
تَنشرُ دُورُ الكُتُب العديد من القواميس المُتخصِّصة بتعليم لغة الإشارة؛ فهيَ وسيلة تعلُّم أساسيّة، يمكن من خلالها البحث
عن معنى الحركات، وهي تحتوي على رسومات توضيحيّة، وبعض هذه الكُتُب إلكترونيّة، وموجود على الإنترنت، حيث تُوفِّر
فيديوهات تعليميّة.
الدورات:
تعقدُ بعض المدارس، والكلّيات، والمراكز، والمكتبات، دورات تعليميّة، والعديد من الدروس في لغة الإشارة، حيث تتيح هذه
الدروس للشخص ممارسة ما يتعلَّمه فيها مع الآخرين، كما تُقدِّم له فرصة الحصول على نصائح، وملاحظات؛ لتحسين أدائه.
الدليل التعليميّ:
يمكن شراء بعض الأدلّة التعليميّة التي لا ينحصرُ دورها في تعليم الكلمات والعبارات فقط، بل تتيح لمُستخدمها ممارسة
لغة الإشارة عمليّاً، كما أنّها تساعد على تعليمه كيفيّة تركيب الجُمَل المُهمّة للمُحادَثات الأساسيّة.
التواصُل مع الأشخاص الذين يُعانون من الصَّمَم:
إنّ التواصُل مع الأشخاص الذين يُعانون من الصَّمَم، وتطبيق القليل ممّا يعرفه الشخص من لغة الإشارة، تساعده على
تطوير مهاراته التواصُليّة، وتعلُّم أمور جديدة، من خلال إجراء مُحادَثات أساسيّة
أساسيّات تعلُّم لغة الإشارة
حروف لغة الإشارة:
تُعَدُّ الحروف أساس كلّ لغة، وهي الخطوة الأهمّ لتعلُّم لغة الإشارة، علماً بأنّ للغة الإشارة طريقتين؛ للتعبيرعن الحروف،وذلك على النحو الآتي:
– إشارات حروف الأبجديّة:
لكلّ دولة حروف أبجديّة خاصّة حسب اللغة المُستخدَمة فيها، وفي لغة الإشارة، يتمّ التعبير عن هذه الحروف باستخدام
إشارات مُعيَّنة؛ إذ تتَّخذ بعض الحروف إشارة تتمثَّل بشكل كتابتها.
– التهجئة بالأصابع:
يمكن صياغة كلمة، أو جملة ما، باستخدام الأصابع؛ وذلك بتهجئة حروف الكلمة باستخدام الإشارات المُخصَّصة لكلّ حرف حتى تتشكَّل كلمة، أو جملة مُتكامِلة، وهذه الطريقة مفيدة في حال عدم معرفة الإشارات المُخصَّصة لكلّ كلمة.
مواضع واتّجاهات اليد في لغة الإشارة:
قد تتشابه بعض الكلمات في حركتها، إلّا أنّها تختلف في المكان الذي تُوضَع فيه اليدان؛ لذا فإنّه لا بُدّ من معرفة المكان الصحيح للإشارة، حيث إنّ حركات لغة الإشارة تبدأ من المنطقة الواقعة بين الأذنين والجبين، وحتى منطقة الخصر، كما ينبغي التنبُّه إلى اتّجاه كفّ اليد أثناء عمل الإشارات التي تُعبِّر عن الكلمات.
الأشكال الأساسيّة لليد:
لكلّ لغة أشكال مُخصَّصة تُعبِّر عنها، وفيما يلي أهمّ الأشكال الأساسيّة المُستخدَمة في لغة الإشارة:
– اليد المُنقبِضة والمُتَّجهة للأعلى.
– اليد المُنبسِطة والمُتَّجهة للأعلى، بحيث تكون مواجهة للخارج.
– اليد المُنبسِطة والمُتَّجهة للأعلى، بحيث تكون مواجهة للخارج، والأصابع مُتباعِدة.
– اليد مُتَّجهة للأسفل، وأصابع اليدين مُنحنِية قليلاً. الأصابع مضمومة على بعضها.
– الأصابع تُشكِّل زاوية قائمة مع راحة اليدّ.
– الأصابع مُنحنِية للداخل، واليد مُتَّجهة للخارج.
معرفة المفردات:
إنّ للغة الإشارة قاعدة ضخمة من المفردات، كالأرقام، والاتّجاهات، والوقت، والأيّام، وغيرها الكثير؛ لذا فإنّ تعلُّم مفردات جديدة في اللغة كلّ فترة، يساعد على بناء لغة الإشارة لدى المُتعلِّم بشكلٍ مُستمرّ
قراءة علامات الوجه:
لا تنحصر لغة الإشارة في حركة اليدين؛ فهي مُرتبِطة أيضاً بمنطقة الجِذع العُلويّ، والذراعَين، والرأس، والوجه، وحتى تتكامل لغة الإشارة، فإنّه لا بُدَّ من أن تعمل هذه الأجزاء كلُّها معاً، فعلى سبيل المثال، تحمل حركة الحواجب معنىً مُعيَّناً، حيث إنّك إذا وجّهتها للأعلى، فإنّها عندئذٍ تدلُّ على أنّ الشخص يطرح سؤالاً
الأساليب المستخدمة في لغة الإشارة
- حركات اليدين:
مثل حركات الأصابع الدالّة على الأرقام والحروف. - تعابير الوجه:
للتعبير عن المشاعر والميول الشخصية، وهي غالباً ما تقترن بحركات الأيدي لتعطي تراكيب جديدة، ومعاني متعدّدة. - حركات الشفاه:
تُعدّ هذه المهارة من المهارات المتطوّرة؛ وذلك لما تحتاجه من قوّة الملاحظة، إذ يقرأ الأصمّ فيها الكلمات من الشفاه مباشرة. - حركة الجسم:
تستخدم حركة الجسم الحركاتِ الكبرى، مثل الإشارة إلى الأكتاف، أو الرأس، أو الصدر، أو البطن في استعمال إيحائي؛ لتوضيح الرغبات والمعاني بشكل عام للتعبير عن الذات، وتختلف من بلد إلى آخر.
جوانب يجب مراعاتها عند مخاطبة الشخص بلغة الإشارة
- لا تجذبه من يديه ولا تقطع كلامه مع أي شخص آخر بالتلويح أمام وجهه ولكن أنقر على كتفه لجذب انتباهه.
- لابد من مواجهة الشخص وجهاً لوجه والتأكد من أن يدك أمامه وتذكر دائماً أنه ينظر إلى شفتك، فيجب استعمال اليد والكلام في نفس الوقت.
- تكلم بطريقة عادية ويُفضل أن تكون مرحاً فالمرح افضل من العبوس
- يعتقد البعض أن الشخص الأصم له القدرة على قراءة الشفاه بشكل أفضل في حالة فتح الفم بشكل واسع أو التحدث ببطء! هذه ليست حقيقة ولكن تحدث بطريقة طبيعية وحاول استخدام تعابير الوجه واليدين والشفاه.
- ضع يديك بموضع لا يغطي فمك .. فمن الأفضل وضعها أعلى الصدر بحيث يستطيع من تحدثه النظر إلى اليدين والشفاة في نفس الوقت.
- ضع في اعتبارك اختلاف مستويات الذكاء فمنهم الذكي ومنهم متوسط الذكاء ومنهم الاقل ذكاءً فحاول معرفة قدرات الشخص الذي تتحدث إليه.
- يجب مراعاة عدم استخدام جملة طويلة التعبير.
- لا تتردد بسؤال الشخص الأصم أن يبطئ في التحدث عندما لا تفهم و لا تعطي انطباع بأنك تفهم وأنت لا تفهم.
لأن ذلك يجعل الموقف محرج بالنسبة لك و للشخص الذي تتحدث معه .. ولا تحاول التكهن بمعنى إشارات تجهلها ولكن حاول السؤال عن معنى الإشارات الجديدة لتعطي انطباع للشخص الذي تحدثه بمدى اهتمامك بلغة الإشارة. - لا تخجل من التحدث مع الشخص بالأماكن العامة بلغة الإشارة فلابد من أن تكون فخوراً بذلك لأنه سوف يقدر لك هذا العملويخلق بينكما مودة.
- تذكر أن لكل كلمة إشارة فحاول أن تضعها في موضعها الصحيح وعند استخدام لغة الإشارة مع شخص ولم يفهمكحاول إعادتها مرة بعد مرة .. وحاول الوصول إليه باستخدام إشارات مختلفة وحاول استهجاء الكلمة وكتابتها أو رسمها إن استطعت لا تعتذر عند عدم مقدرتك التخاطب معهم و حاول أن تكون مرحاً.. فإن اخوانك يعرفون أن أي شخص يرغب في تعلم لغة الإشارةسوف يتعلمها ( يعني ليس لك عذر ).
- حاول التدريب في أي وقت بالقراءة عن طريق قائمة بالكلمات الجديدة والكلمات التي لا تعرفها من خلال التدريب مع شخص يتحدث هذه اللغة.