تعتبر الإعاقة السمعية من أصعب الإعاقات التي تمنع تحقيق الإدماج المهني والاجتماعي لدى المعاق سمعيا في المجتمع بشكل كبير. وتحدث الإعاقة السمعية نتيجة عوامل بيئية وأخرى وراثية لدى الأصم وضعيف السمع، ويختلف تأثير الإعاقة السمعية تبعا لاستجابة الأفراد المحيطين بالشخص المعاق وكيفية تقبله، وكما أن المعاقين سمعيا يتميزون بخصائص لغوية ونفسية واجتماعية ومعرفية وأكاديمية تميزهم عن غيرهم من الأشخاص العاديين، ويحتاج المعاق سمعيا إلى حاجات نفسية وبدنية، اجتماعية، تعليمية وتأهيلية تشعره بتحقيق ذاته والتوافق مع مجتمعه.
ويعاني المعاق سمعيا من مشكلات نفسية, إجتماعية وسلوكية لذلك فهو في حاجة إلى رعاية ودعم اجتماعي كبير. وهذا من خلال توفير خدمات المساندة كونه طاقة بشرية معطلة من فئة ذوي الاحتياجات الخاصة، لها الأولوية في الاستفادة من البرامج الإرشادية البيداغوجية، الطبية، السمعية و جعله منتجا وفعالا في المجتمع، مع الاهتمام بدعم طرق الوقاية من الإعاقة السمعية.
و لضمان التكفل الفعال بالمعاقين و انشغالاتهم و ضمان حقوقهم العامة و الخاصة باعتبارهم عنصرا فعالا في المجتمع، فإن مجمل النصوص القانونية التي تم إصدارها و لا سيما القانون 02/09 المؤرخ في : 08/05/2002 المتعلق بحماية الأشخاص المعوقين و ترقيتهم، جاءت بمجموعة من الحقوق يستفيد بها هؤلاء بعد إثبات إعاقتهم.
و بناء عليه يمكن لنا من خلال هذه النصوص القانونية أن نحصر حقوق المعاق في ثلاث عناصر كبرى تلتزم الهيئات و الإدارة المعنية بتحقيقها و التكفل بها على أرض الواقع و هي :
1.الحق في التكفل الاجتماعي و الإداري
بحيث تعتمد سياسة التكفل بذوي الاحتياجات الخاصة على إطار تشريعي وتنظيمي يتمحور حول :
- الحق في الاعتراف بصفة المعاق
- الحق في التأمين الاجتماعي
- الحق في المنح
- حق الطعن في قرارات اللجنة الولائية للخبرة الطبية
2. الحق في التكفل المؤسساتي و المهني و الإدماجي.
3. الإجراءات الخاصة بقطاع العدالة في تعاملها مع المعاقين.
أنواع الخدمات المقدمة إلى المعاقين سمعيا
الخدمات الطبية : تقدم هذه الخدمات لعرض التشخيص بواسطة الطبيب لتحديد الجانب الطبي المرتبط بالإعاقة التي تنجم عن حاجة الطفل للتربية الخاصة والخدمات المساندة له، وتتضمن هذه الخدمات التاريخ الطبي والفحص الجسمي.
الخدمات السمعية : يقدمها الطبيب (أخصائي السمع) بحيث يشخص اضطرابات السمع و قياسها وتقويمها ويساعد في تأهيل الصم وضعاف السمع عن طريق تحديد المعينات السمعية الملائمة.
الخدمات النفسية : تقدم هذه الخدمات بهدف دعم السلوك الإيجابي وتطوير أسلوب حياة الأصم وتغير العلاقات الاجتماعية وزيادة اندماجه في المدرسة و المجتمع.
الخدمات الارشادية : يقصد بها تقديم خدمات الإرشاد والتدريب لذوي الإعاقة وأسرهم حيث تعمل على إرشاد وتدريب الآداء في تفعيل دورهم في حياة أطفالهم وفهم حاجاتهم وتزويدهم بالمعلومات عن تطور ونمو أطفالهم.
خدمات الصحة المدرسية : تتضمن التغذية الخاصة والتنظيف المستمر وتوزيع الأدوية واستخدام الأجهزة الصحية والتخطيط لسلامة الطفل في المدرسة .
الخدمات الصحية : و التي تهدف للمحافظة على سلامة الفرد وذلك بمحاربة الأمراض وتجنب الحوادث، وتوفير سبل العلاج والوقاية من الأمراض والاهتمام بالتربية الصحية للأفراد من خلال تعويدهم على عادات صحية سليمة في الأكل والملبس والنظافة الشخصية.
الخدمات الغذائية : التي تمثل الجانب الوقائي للرعاية الصحية وذلك باكتساب الفرد العادات الغذائية السليمة.
الخدمات النفسية : تهدف للتغلب على المشاعر النفسية السلبية المتولدة من ظروف إعاقتهم وشعورهم بالنقص فقدان الثقة بأنفسهم وميلهم للانطواء والعزلة عن المجتمع.
الخدمات الاجتماعية : وذلك لتزويد الفرد بالمهارات الاجتماعية اللازمة للحياة في المجتمع والتعامل السليم مع الآخرين بحيث يحافظون على حقوقهم ويحرصون على القيام بواجباتهم فالمعاق يجب ألا تحرمه إعاقته من الاستمتاع الترفيه والمشاركة في الأنشطة الجماعية.
الخدمات الرياضية : تنويع الأنشطة الرياضية في المؤسسات التي يقيم فيها المعاق و إتاحة الفرصة له لاختبار الرياضة التي يرغب في ممارستها تساعده على التفوق تأكيد ذاته.
الخدمات الفنية : فممارسة الأنشطة الفنية تهدف إلى تنمية التذوق الفني وتكوين ملكة الإبداع وإتاحة الفرصة لممارسة ألوان من الهوايات الفنية في أوقات الفراغ، بل والانتفاع منها إقتصاديا ومهنيا.
خدمات تعليمية وتأهيلية : من خلال تشكيل برامج تربوية وتأهيلية يتم تقديمها للمعاقين سمعيا وتعليم المعوق سمعيا نوعا خاص حسب درجة الإعاقة لدى الفرد من خلال تعليمهم في مدارس عادية لمن كانت إعاقته من النوع الخفيف، أو في مراكز بيداغوجية للمعاقين سمعيا.