بعد 13سنة من الانتظار لواحق القوقعة تخضع للتامين
عملية زراعة القوقعة Implant cochléaire من التطورات التكنولوجية الحديثة, التي تساعد من يعانون من فقدان السمع الجزئي أو الكلي، حيث تقف المعينات السمعية prothèses auditives _ على الرغم من تقدمها _ عاجزة عن تعويض فقدانهم السمعي, فهل سيخضع جهاز القوقعة باكمله للتعويض ويكسر كل العوائق التي تجابه المواطن الجزائري؟
البشرى في نهاية المقال الذي يعرض النسب المخيفة التي وصل اليها الصمم في الجزائر ,وكل الجهود التي تكاثفت على مدار حقبة من الزمن لأجل انهاء مشكل التامين.
تحديث الموضوع يوم الخميس 12 مارس 2020
وأخيرا يتحقق الحلم ويصبح حقيقة
نقلا عن الجمعية الوطنية إسمع للأطفال الصم زارعي قوقعة الأذن التي أعلنت انه
ابتداء من ١ ابريل سيشرع في تعويض الاولياء عن لواحق أي accessoires القوقعة implant cochléaire من الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي وهذا ما تم الاتفاق عليه خلال جلسة العمل المقامة بين مدير صندوق الضمان الاجتماعي CNAS وممثلي المجتمع المدني من تلمسان وتزي وزو وورقلة يوم 11 مارس ببن عكنون
فالف ألف مبروك
3.000 طفل استفادوا من زرع القوقعات السمعية مجانا منذ 2007
حسب ما أكده رئيس الاتحاد الجزائري لزارعي القوقعة وضعاف السمع، بو الكرشة منار، سنة 2016 بالجزائر العاصمة أن 3.000 طفل أصم استفادوا منذ سنة 2007 على المستوى الوطني من عمليات مجانية لزراعة القوقعة بفضل البرنامج الوطني لمكافحة الصمم الذي أطلقه رئيس الجمهورية السابق عبد العزيز بوتفليقة سنة 2006.
في حين تم إحصاء 14الف طفل زارع للقوقعة على المستوى الوطني سنة 2019.
والدولة الجزائرية من بين دول العالم العربي التي توفر هذه القوقعة لصالح الأطفال الذين يعانون من الصمم بصفة مجانية، كما ان العملية الجراحية المتعلقة بزرع القوقعة وكذا متابعة الأطفال بعد العملية تتم كذلك بصفة مجانية.
ورغم ذلك فإن هذا الجهاز (القوقعة) “غير مؤمن” ولا يخضع لنظام التأمين الاجتماعي وهذا ما يشكل عائقا كبيرا يقع على كاهل الأولياء لأن الجهاز الخارجي وحده للقوقعة قد تصل قيمته إلى 90 مليون سنتيم.
فإذا ما تعطل هذا الجهاز أوحدث له عطب فإن الطفل يعود إلى حالة الصمم التي كان عليها.
مساعي الجمعيات الوطنية للصم ز ارعي قوقعة الأذن وضعاف السمع من أجل تامين لواحق القوقعة
أمام مشكلة توفير وتامين اللواحق, رفعت الجمعية الوطنية اسمع للأطفال الصم زارعي قوقعة الاذن والذين يعانون من ضعف السمع تقريرا مستعجلا الى وزير العمل والتشغيل والضمان الاجتماعي, حسب ما تم نشره بجريدة الجمهورية شهر جوان 2019
والمتعلق بوضعية هذه الفئة التي تعاني من انعدام لواحق القوقعة وغياب الصيانة القنية لذات الأجهزة التي اثقلت كاهل اوليائهم على المستوى الوطني ,من حيث عدم قدرتهم على توفير أجهزة السمع التي يصيبها اعطاب, وتكلفهم مبلغ يتراوح بين 1280000دج الى 2600000دج حسب نوع القوقعة.
وتضمن التقرير الذي ارسلته الجمعية الوطنية اسمع, وتسلم مكتب الجمهورية نسخة منه, انه على الوزارة الافراج عن مشروع ادراج لواحق القوقعة بمدونة الأعضاء المؤمنة التي وعدت بها هؤلاء الأطفال المصابين بالصمم منذ سنوات ولم يخرج الى النور ,وتأخر عن التجسيد الذي راح ضحيته 4الاف من زارعي القوقعة, وحوالي 10الاف معني بدون هذه الأجهزة ينتظرون التسهيلات للحصول عليها ب 15 مركز موزع عبر التراب الوطني.
وتساءلت الجمعية الوطنية في تقريرها الخاص بانشغال صغار الصم عن عدم اخذ ملف هؤلاء بعين جادة الى الان, خصوصا ان السلطات هناتهم رسميا بتبني المشروع وتفعيله على ارض الواقع بإدراج جميع الأجهزة في الملفات الطبية الخاضعة للتامين .غير ان الوعود تبخرت ولم يلتمسوا أي حل وبقي شبح العودة للصمم الذي يلاحق الصغار المنخرطين في الجمعية والذين يئنون تحت مشكل ثقل مصاريف الصيانة حيث لم يعد الاولياء باستطاعتهم تجديدها. وعليه اشارت الجمعية الى القانون 11_83 مذكرة به الوزارة المعنية , والقاضي بإعطاء أولوية التأمينات الاجتماعية وفقا للمادة 8التي تنص على شمولية الاداءات العينية للتامين على المرضى ,وان الفئة المتضررة تصنف من ضمن الإصابات الصحية كغيرها والتي تستحق العلاج وتوفير الأجهزة والأعضاء الاصطناعية . بالإضافة الى ذلك القانون رقم 09_02المؤرخ في الثامن ماي 2002الذي ينص على حماية الأشخاص المعاقين وترقيتهم في المادة الثالثة .وتؤكد على ضمان الاجهزة ولواحقها وتقديم المساعدات التقنية وضمان استبدالها عند الحاجة ,وعليه طالبت الجمعية من الوزارة تطبيق ما ورد في النصوص القانونية كالتزام وطني.
وتواصلا لجهود جمعيات الصم لزارعي القوقعة وامام مواجهة مشكلة 4الاف طفل اصم يحملون أجهزة معطلة حرمتهم من الدراسة,
فقد ناقشت الجمعية الوطنية اسمع في مؤتمر تم عقده يوم الخميس 17اكتوبر2019 في مشكل غياب تامين لواحق القوقعة,
في لقاء نظم بالمركز الاستشفائي للقصور التنفسي بهضبة لالا سيتي بتلمسان وحضره ممثل المدير العام للكناس,
ومختصون من جامعات الوطن وجمعيات متكفلة بذوي الاحتياجات الخاصة ومعاقون واولياء الصم, قدموا من عدة ولايات.
حيث تم التطرق للعوائق التي تعترض فئة الصم الحاملين للقوقعة الذين تراجع مستوى تكوينهم وتعليمهم, وبلغت نسبة التسرب
المدرسي 80بالمائة وسط هذه الفئة بسبب تأخر ملف تامين الأجهزة بالرغم من ان الجمعية الوطنية طرحته على وزارة العمل
والضمان الاجتماعي مند سنة 2014دون تجسيد الوعود.
وحسب ما ادلى به محمد بن عبد الله رئيس الجمعية اسمع, فقد تم رفع المطالب مجددا الى الوزارة الوصية لان 8الاف طفل ينتظر تسلم القوقعة ,في حين 4الاف اخر يتخبط في مشاكل ضياع وعطب الجهاز وعدم القدرة على إصلاحه نظرا للمصاريف الباهظة.
وعليه ناشد رئيس الجمعية السلطات العليا للتكفل بالأطفال ومرافقتهم ودعمهم باللواحق لكيلا يضيع مستقبلهم ,خصوصا وان غالبية الأطفال المنخرطين في الجمعية الذين طالبوا بالقوقعة أعمارهم في سن التمدرس ,وقد تعذر عليهم التواصل مع المجتمع نظير عدم حصولهم على الجهاز الذي تمنحه الدولة بالمجان والمقدر ثمنه ب 250مليون سنتيم.
وتبين في اللقاء الذي أشرفت عليه الجمعية الوطنية اسمع ,ان ذات الشريحة فقدت لغة الإشارة وجهد الارطفونيين لأنهم لا يتابعون في المنزل ولا يدرسون بسبب تعطل القوقعة التي تتطلب صيانة تقنية من أصحاب الاختصاص.
وزير العمل والتشغيل يعطي تعليمات صارمة لصندوق الضمان الاجتماعي بالتكفل بتأمينات الجهاز الخارجي للقوقعة وتعويض اللواحق
وبعد 19 يوم من انعقاد المؤتمر, استدعت جمعية اسمع الوطنية للأطفال الصم زارعي القوقعة وضعاف السمع رفقة الجمعيات الحاضرة في المؤتمر من ولايتي ورقلة وتيزي وزوو وجمعيات وطنية للتوحد و التريزوميا و Non voyant و خبراء من علم النفس للاعاقة من جامعة الجزائر 2 و الارطفونية من البليدة2 العفرون من طرف وزارة العمل و التشغيل و الضمان الاجتماعي.
حضر الاجتماع وزير العمل والتشغيل والضمان الاجتماعي السيد تيجاني هدام رئيس ديوان للوزارة، و مدير التشغيل حيث ابدى السيد الوزير بان تأمينات الجهاز الخارجي للقوقعة و تعويضات اللواحق ستكون على عاتق الدولة في اقرب الآجال.
وبعد مخاض عسير و معاناة طويلة مند سنة 2014عاد ممثل رئيس جمعية اسمع السيد ق. يوسف من الصالون الوطني الأول المنظم بالمكتبة المركزية بالحامة الجزائر العاصمة يوم 15 ديسمبر2019 ,حضر هدا الموعد وزيرة العمل والتشغيل والضمان الاجتماعي, وزيرة التضامن الوطني, وزير التكوين والتمهين,وزير الرياضة حيث صرح معالي وزير العمل والتشغيل امام الصحافة المرئية والمكتوبة وكل الحضور في الصالون على انه اعطى تعليمات صارمة لصندوق الضمان الاجتماعي بالتكفل بتأمينات الجهاز الخارجي للقوقعة, وتعويض اللواحق.
فالف مبروك للأولياء ,وللأطفال الصم زارعي القوقعة على هذا الإنجاز العظيم.
فيديو لتصريح وزير العمل والتشغيل.