يعتبر ضعف السمع مشكلة عويصة يصعب التغلب عليها اذا بلغ عمر الطفل 5 أو 6 سنوات كأقصى حد، و علاجها يكون سهلا و فعالا إذا تم تشخيصها قبل ذلك، و بالتالي عدم اكتشاف المرض مبكرًا يعرض الطفل لإعاقة “الصم والبكم”. فعدم الوعى المجتمعي وقلة إجراء عمليات زراعة القوقعة خاصة في الدول العربية خلق أعدادًا كبيرة من الأطفال المعاقين سمعيًا. تجدر بنا الإشارة الى ان معظم الدول قد بادرت بالتكفل ودعم عمليات زراعة القوقعة ولكن الكم الهائل من قوائم الانتظار يحول دون ذلك في اغلب الأحيان. حيث سنعرض في هذا المقال بعض الأرقام المخيفة لفاقدي السمع وكذلك كلفة زراعة القوقعة
عملية زراعة القوقعة في الجزائر
بلغ عدد المصابين بداء الصمم بالجزائر 60 ألف مصاب سنة 2007 وتشير إحصائيات الجمعية الجزائرية للمختصين في أمراض الأذن الأنف والحنجرة إلى تسجيل حوالي900 حالة صمم جديدة لدى الأطفال سنويا.
والجزائر تسجل سنويا 400 حالة لزراعة القوقعة، حيث تسجل المصالح الاستشفائية ما بين حالة واحدة إلى 04 حالات إصابة بالصمم ضمن المواليد الجدد في كل 1000ولادة.
وتم وضع القوقعة لفئة من الاطفال تتراوح أعمارهم بين سنة ونصف و18 سنة بالإضافة الى أشخاص مسنين فقدوا حاسة السمع بعد إصابتهم بأمراض أو نتيجة عامل السن.
وكبداية شرع مستشفى القبة في ممارسة زرع القوقعة منذ سنة 2007 حيث استفاد في البداية أطفال تتراوح أعمارهم بين 7 و10 سنوات. وقد أكد الدكتور بوخالفة بأن النتيجة “لم تكن مرضية” حيث لم يتمكن هؤلاء الاطفال من السمع والنطق حسبما كان يتوقعه المشرفون على العملية نظرا لتقدم هؤلاء الاطفال في السن.
ودعت رئيسة مصلحة أمراض الاذن والانف والحنجرة بمستشفى القبة الى ضرورة فتح وحدة لزرع القوقعة الحلزونية نظرا لعدد الطلبات مشيرة الى وجود 100 حالة مسجلة في قائمة الانتظار كلها تستدعي زرع القوقعة هذا خلال 2007
للاشارة فان زرع القوقعة الحلزونية يدخل في إطار برنامج وطني انطلق في سنة 2007 ورصد له غلاف مالي قدر ب 5ر1 مليار دج وتصل تكلفة القوقعة الواحدة بين 250 الى 300 ألف دج يستفيد منها المعاقين مجانا.
وبارتفاع نسبة الإصابة بالصمم عممت العملية على عدة مستشفيات عبر التراب الوطني منها
وامام الجهود التي تبدلها الدولة في محاولة توفير 50 قوقعة سنويا على مستوى كل مستشفى
تبقى قائمة الانتظار كبيرة حيث وصلت الى 1000 مريض في بعض المستشفيات
عملية زرع القوقعة الالكترونية في مصر
كشف تقرير لوزارة الصحة المصرية، عن أن نسبة المصابين بضعف السمع من الأطفال حديثى الميلاد تبلغ 3 أطفال لكل 1000 طفل، وأن نسبة المواليد السنوية تقدر بـ3 ملايين طفل، ما يعنى أنه يوجد 8 آلاف طفل يصابون بضعف السمع سنويًا.
الحكومة تتحمل تكاليف “زرع القوقعة”.. قيمتها 130 ألف جنيه للطفل ضعيف السمع.. وتخصيص 20 مركزًا حكوميًا و50 فريقًا لعلاج المصابين.. و500 آلاف وحدة تتولى فحص الأطفال.. ومبادرة الرئيس تنقذ 8 آلاف طفل من الصمم سنويًا
المعاناة نفسها أيدها أطباء زراعة القوقعة، ومن بينهم الدكتور محمد الشاذلى، أستاذ الأنف والأذن والحنجرة بكلية طب قصر العينى، والذى أكد أنه توجد ما بين 6 آلاف إلى 8 آلاف حالة، تستدعى زراعة القوقعة، وتم إجراء الجراحة لربع العدد، ولا يزال الباقى على قوائم الانتظار، حيث حددت الدولة وحدات بعينها في مستشفيات لإجراء تلك الجراحة، على نفقتها، وفى الآونة الاخيرة توقفت العمليات لمدة سبعة أشهر، ثم عادت، لتتوقف لمدة ثلاثة أشهر أخرى، حتى انتظمت حالياً.
التراجع في أعداد عمليات زرع القوقعة يرجع لأكثر من سبب حسب ما أكده «الشاذلى» أهمها ارتفاع التكلفة، وقلة التمويل، فمتوسط تكلفة الزراعة والبرمجة يصل لـ35 ألف جنيه، في حين يصل سعر القوقعة لـ17 ألف دولار، وبالتالى فهى عملية مكلفة جداً، ولا يوجد القدر الكافى من الوعى بأهميتها.
عملية زراعة قوقعة الاذن في الاردن
اما المعاناة في الأردن فهي ضعف النسبة العالمية وهذا استنادا لما أعرب عنه رئيس مركز زراعة القوقعة في مستشفى الملك المؤسس الدكتور فراس الزعبي ان نحو 800 طفل تقل اعمارهم عن خمس سنوات ممن يعانون من نقص سمع شديد يحتاجون لزراعة القوقعة.
واضاف في ندوة حول «تحديات زراعة القوقعة في المملكة والمنطقة» عقدتها الشركة الاردنية السويدية للأدوية (جوسوي) بالتعاون مع جمعية اطباء الانف والاذن والحنجرة في نقابة الاطباء ان نسبة المواليد الذين يعانون من نقص سمع شديد في السمع في المملكة هي سبعة لكل ألف مولود وهي ضعف النسبة العالمية، وان عدد حالات ضعف السمع بدرجاتها المختلفة بين الاطفال تصل الى خمسة الاف حالة سنويا.
وارجع د.الزعبي والذي يرأس قسم الجراحة الخاصة في مستشفى الملك المؤسس اسباب ضعف السمع الشديد في المملكة والمنطقة الى زواج الاقارب اضافة الى تناول المراة الحامل لبعض الادوية جراء تعرضها لبعض الالتهابات والاصابات الفيروسية.
واشار الى ان نحو الفي طفل ممن اصيبوا بضعف السمع الشديد وتجاوزوا الخمس سنوات من عمرهم فقدوا فرصة زراعة القوقعة وباتوا يعانون من مشاكل السمع والنطق خلال السنوات القليلة الماضية، لعدم تمكنهم من زراعة القوقعة خلال السنوات الخمس الاولى من عمرهم لاسباب لها علاقة بكلفة اجراء العملية التي تترواح مابين 10-15 الف دينار او لعدم وعي الاهل بالمشكلة او عدم اكتشاف الاصابة في سن مبكر.
عملية زراعة قوقعة الاذن في تونس
على خلاف باقي الدول ودعت تونس قائمة انتظار زرع القوقعة للأطفال وهذا ما أعلنت عنه المديرة العامة للصحة في وزارة الصحة نبيهة برصالي في برنامج صباح الناس اليوم الجمعة 8 فيفري 2019، أنّ وزارة الصحة ستستجيب مستقبلا إلى جميع طلبات زرع القوقعة للأطفال الصم، التي تبلغ قيمتها 40 ألف دينار.
وأوضحت أنّ الوزارة كانت تستجيب لقرابة 20 طلبا فقط، لكن بفضل وضع برنامج بأشراف وزارتي الصحة والشؤون الاجتماعية، ستتم الاستجابة لجميع الطلبات على قائمة الانتظار وعددها 240 طلبا لزرع القوقعة في انتظار استكمال جميع الطلبات نهاية 2019، مشيرة إلى أنّه سيتم الغاء قائمات الانتظار لتتم الاستجابة لأي طلب يرد على المستشفيات مستقبلا في أجل لا يتجاوز أسبوعا.
ولفتت المديرة العامة للصحة إلى أنّ عمليات زرع القوقعة كانت تتم في مستشفى الرابطة فقط لكن اليوم تم تعميمها على المستشفيات الجامعية التي تعمل بالتنسيق فيما بينها في كل ما يتعلّق بهذا الملف.
وأكّدت أنّ الاستراتيجية تهدف إلى التخلي عن مدارس الصم والبكم في السنوات القادمة ليتم إدماج التلاميذ المعنيين بالمداس العمومية، حسب تعبيرها.
عملية زرع قوقعة الاذن في تركيا
اما تركيا فدعمها من نوع مختلف فالدولة تراعى الدخل الفردي للمؤمن في تغطية تكاليف زرع القوقعة حيث تتغير المصاريف وفقًا لحالة الفرد مما يسمح لجميع الفيئات من الاستفادة من عملية الزرع
طاقم دليل الصحة السمعية في خدمتكم لتوجيهكم و متابعتكم في مشواركم ضد الصمم و نقص السمع
اتصلوا بنا عبر هذا الرابط