غرسات BAHA (أو غرسات التوصيل العظمي) هي أجهزة طبية مصممة لمساعدة الأشخاص الذين يعانون من بعض أنواع فقدان السمع. تعمل هذه الغرسات على نقل الصوت عن طريق التوصيل العظمي مباشرة إلى الأذن الداخلية، متجاوزة الأذن الخارجية والوسطى. إليك نظرة عامة على هذه الغرسات، وطريقة عملها، ودواعي استخدامها، والفوائد التي تقدمها.
طريقة عمل غرسات BAHA
تعتمد غرسات BAHA على تقنية التوصيل العظمي التي تستخدم قدرة العظام على نقل الاهتزازات الصوتية. إليك كيف تعمل:
BAHA مكونات الغرسة
يتكون نظام BAHA عادةً من ثلاثة أجزاء:
- غرسة من التيتانيوم تُزرع جراحياً في عظم الجمجمة خلف الأذن.
- عمود يمر عبر الجلد ويتصل بالغرسة.
- معالج صوت خارجي يلتقط الأصوات من البيئة، ويحولها إلى اهتزازات ميكانيكية، ثم ينقلها إلى الجمجمة.
التوصيل العظمي
يلتقط المعالج الأصوات ويحولها إلى اهتزازات تنتقل عبر عظم الجمجمة لتصل إلى الأذن الداخلية، حيث تتحول هذه الاهتزازات إلى إشارات عصبية يفسرها الدماغ كأصوات.
الماركات والنماذج
تشمل الشركات الرائدة في تصنيع غرسات BAHA كلاً من Cochlear (نظام BAHA®)، وMED-EL (Bonebridge®)، وOticon Medical (نظام Ponto®). تقدم هذه الشركات نماذج مبتكرة مع ميزات متعددة مثل الاتصال اللاسلكي وخيارات التخصيص لتلبية الاحتياجات الفردية
الدواعي الطبية
تُستخدم غرسات BAHA بشكل خاص للأشخاص الذين لا يمكنهم استخدام الأجهزة السمعية التقليدية بسبب مشاكل في الأذن الخارجية أو الوسطى. تشمل الدواعي الرئيسية ما يلي:
الصمم التوصيلي
عندما لا يمكن نقل الصوت بشكل صحيح إلى الأذن الداخلية بسبب تشوهات في الأذن الخارجية أو الوسطى.
الصمم المختلط
بالنسبة لبعض الأشخاص الذين يعانون من مزيج من فقدان السمع التوصيلي والحسي العصبي.
الصمم الأحادي الجانب
يمكن للمرضى الذين يعانون من صمم كلي في أحد الجانبين استخدام BAHA لنقل الصوت من الأذن غير الفعالة إلى الأذن الداخلية في الجانب الآخر.
فوائد غرسات BAHA
تحسين جودة الصوت
بتجاوز الأجزاء التالفة من الأذن وإرسال الصوت مباشرة إلى الأذن الداخلية، تقدم BAHA جودة صوت فائقة.
راحة أكبر
لا تعتمد الغرسة على الأذن الخارجية أو قناة الأذن، مما يوفر راحة أكبر مقارنة بالأجهزة السمعية التقليدية.
حل طويل الأمد
تعتبر غرسات BAHA حلاً دائماً وموثوقاً.
تقنيات الاتصال الحديثة
تتوفر في النماذج الحديثة تقنيات اتصال Bluetooth تتيح الاتصال المباشر بالأجهزة المختلفة.
الجراحة والمتابعة بعد العملية
يتطلب تركيب غرسة BAHA تدخلاً جراحيًا، وهو عادةً تدخّل غير جائر. إليك المراحل الرئيسية والمتابعة المطلوبة:
التدخل الجراحي
تتم العملية الجراحية بإجراء شق طولي بطول 2.5 سم وزرع غرسة صغيرة من التيتانيوم، مغطاة جزئيًا بمادة الهيدروكسي أباتيت، في العظم خلف الأذن. تُجرى العملية في العيادات الخارجية وتحت التخدير الموضعي، وتستغرق حوالي 15 دقيقة. بعد فترة الشفاء، يتم توصيل معالج الصوت بالغرسة عبر موصل خارجي.
فترة التعافي
يوصى بالانتظار عدة أسابيع بعد العملية للسماح للغرسة بالاندماج جيدًا مع العظم قبل استخدام معالج الصوت.
المتابعة الدورية
تعد زيارات المتابعة إلى أخصائي السمع ضرورية لضبط معالج الصوت وضمان عمل الغرسة بشكل صحيح. عادةً ما يتم إجراء التعديلات الأولى بعد 4 إلى 6 أسابيع من العملية، ثم يتم ترتيب فحوصات دورية بالتنسيق مع الطبيب المختص في أمراض الأنف والأذن والحنجرة.
السلبيات المحتملة
مثل أي تقنية طبية، تحتوي غرسات BAHA (الغرسات المثبتة في العظام) على بعض العيوب أو المضاعفات المحتملة:
خطر العدوى
نظرًا لأن الغرسة تخترق الجلد، هناك خطر حدوث عدوى محلية، والتي يمكن علاجها عادةً من خلال الرعاية المناسبة والمضادات الحيوية.
انفصال الغرسة
في حالات نادرة، قد تنفصل الغرسة عن العظم، مما يستدعي تدخلًا جراحيًا جديدًا.
التكلفة والوصول
قد تكون تكلفة غرسات BAHA والرعاية المرتبطة بها مرتفعة. على سبيل المثال، في الولايات المتحدة، قد تتراوح التكلفة الإجمالية (بما في ذلك الجراحة والمعالج) بين 5000 و 15000 دولار، ويعتمد الوصول إليها على تغطيات التأمين، التي تختلف من بلد إلى آخر.
التواريخ المهمة والتاريخ
تم تطوير غرسات BAHA في السبعينيات من قبل البروفيسور أندرس تيلستروم وزملائه في السويد. تم وضع أول غرسة BAHA في عام 1977، مما يمثل بداية هذه التكنولوجيا الثورية. في عام 1996، استحوذت شركة Cochlear على Entific Medical Systems، التي كانت تنتج غرسات BAHA، واستمرت في تطوير هذه التكنولوجيا لجعلها حلاً حديثًا وفعالًا.
الخاتمة
تُعد غرسات BAHA حلاً مثبتًا لعلاج بعض حالات فقدان السمع، وخاصة فقدان السمع التوصيلي وأحادي الجانب. من خلال تجاوز الأجزاء التالفة من الأذن، فإنها تسهم بشكل كبير في تحسين جودة حياة الأشخاص المصابين. من الضروري استشارة مختص في الرعاية الصحية لتحديد ما إذا كانت غرسة BAHA هي الخيار الأنسب بناءً على نوع ودرجة فقدان السمع.
اتصل بدليل الصحة السمعية لتحديد موعد وإجراء تقييم سمعي مجاني في مركز صحي سمعي معتمد.